المستشار القانوني
فاروق العجاج
اساس نشات القانون هي منطلقات ودوافع ومبررات ومسببات وتداعيات انسانية واجتماعية بشرية بكل مشاعرها واحاسيسها ومعاناتها- لم تكن نشاته من فراغ عند تشريعه, انه العمود الاساسي في الحياة الانسانية بكل تفاصيل حياتها اليومية وعبر كل العصور والدهور – وقد يصل الامر الا ان القانون حق مقدس ينادي به كل مواطن لتطبيقه بالعدل والمساواة ولكن بالانصاف لمراعاة الظروف الانسانية لكل حالة – تجد ذلك من خلال قراءة 0قصة تصرف الشرطي الامريكي ازاء المواطنة هيلين قد مثل جوهر القيمة الانسانية (بغض النظر عن حقيقة المخالفة القانونية لفعل سرقة هيلين خمسة بيضات) ولكن تصرف الشرطي قد تجاوز القانون بتقديره لدافع السرقة من اجل هدف شرعي ومنطقي ومعقول – ترك اثره في مشاعره الانسانية مما وجد نفسه امام مهمة انسانية تفوق مهمته الرسمية والقانونية وغاب عنه النتائج والمسؤولية التي سيتحملها – ومن هنا نظر الى جانب القانون من حيث قيمه الانسانية فتصرف على ضوء ذلك وكان بحق بتصرفه هذا قد ضرب مثلا رائعا في تاريخ حياته مما يستوجب الاشار اليه باهتمام – لالفات نظر اصحاب المهمات الخاصة ومنها الامنية الى مثل هذه السلوكيات الرائعة . في هذه القصة التالية المنقولة.
.عندما حضر الشرطي دينيس ﻹعتقالها وجد أن ما سرقته هيلين كان خمس بيضات وقالت له : إنها لم تأكل منذ يومين هي وعائلتها.
قرر الشرطي عدم إعتقالها بل على العكس تماما اشترى لها سلة بيض كاملة ثم أخذها إلى البيت.
بعد يومين عاد دينيس ومعه زميله بسيارتين كانتا محملتان بالطعام من تبرعات جمعها إلى بيت هيلين التي قالت له: إنك لا تحتاج لتفعل لي كل هذا يا سيدي- كان رد الشرطي دينيس اننا لا نحتاج احيانا الى القانون بقدر ما نحتاج الى الانسانية.)
